responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 23
قلت: ما أشد شوقي لأن أسمع أشعة ترتبط بهذا.. فلا يعرف ربه من لا يعرف نفسه.

***

اعتدل الشيخ الصالح في جلسته، وحمد الله، وصلى وسلم على نبيه (ص) مستغرقا في كل ذلك، ثم قال: بعد أن قدر الله لي من معرفته ما قدر.. وبعد أن هداني، فتخلصت من كل تلك القيود التي كانت تحول بيني وبين الإيمان بمحمد (ص).. وبعد أن تنزل علي من النور ما تنزل على من أراد الله هدايته.. بعد كل ذلك شعرت بشوق عظيم يحركني للتعرف على ذاتي.. على حقيقتها.. ومكانتها.. والوظائف المناطة بها.

وكما تعودت في رحلاتي السابقة، فإن الله بفضله حرك أخي التوأم لأن يوفر لي من الجو ما ييسر لي التعرض لهذا النوع من الأشعة.. فقد أرسلني إلى بقعة خالية في إقليم من أقاليم الأرض لم أعرفه.. ولا أحسب أحدا في الدنيا يمكن أن يعرفه.. لقد طارت بي طائرة خاصة إلى ذلك الموقع، ثم تركتني فيه مع بعض الزاد، ثم انصرفت..

لقد كانت البقعة خالية.. وكانت ممتلئة بالطين.. وكان بعض الطين قد تحول إلى حمأ مسنون.. وبعضه تحول إلى صلصال كالفخار..

قلت: عجبا.. لكأنك تذكر رؤياي.. لقد كان هذا ما رأيته في رؤياي.

قال: لقد ذكرت لك أنك رأيت الإنسان.. فلا يمكن أن يعرف الإنسان من لم يعرف الطين والتراب والحمأ المسنون.. ولكن هناك فرقا كبيرا بين رؤيتي ورؤيتك.. فأنت رأيت الإنسان في الحلم، أما أنا فقد أرانيه الله في اليقظة.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست