بالتحريف.. فراح يصورني في أذهان الخلق بصورة المجرم..
قلت
بغضب: ويل للمجرم.. أيقابل مثلك بهذا؟
قال:
لا تهتم.. فقد نال جزاءه.. فإني مع كرمي الشديد لا أترك لأي أحد الفرصة أن يعبث
بسمعتي أو بالرحمة والعدالة التي أشعر أن الله كلفني برعايتها، وعدم التقصير في
رعايتها.
قلت:
أهو مسجون في هذا القصر؟
ابتسم،
وقال: القصر لا يسجن فيه.. أنا لدي من الزنازن ما يوضع فيه المجرمون ليردعوا
نفوسهم الشريرة التي تحدثهم بالإجرام.
قلت:
ما كنت أتصور أن لمثلك في حنانك ورحمتك ولطفك زنازن؟
قال:
أحيانا تقتضي العدالة والرحمة أن تتخذ من الزنازن ما يحفظ لهما وجودهما وتوازنهما.
قلت:
دعنا من هذا.. وهيا كلفني.. فستجدني قويا أمينا.. حفيظا عليما.. أسند إلي أي وظيفة..
بل أسند إلي أخطر الوظائف.. فإن لدي من القدرات ما يطيق أعلى الوظائف وأدقها.
ابتسم،
وقال: سأعطيك كنزا..
قاطعته
قائلا ـ وقد سال لعابي، ولم أملك أن أحبسه ـ : وما أفعل به؟
قال:
لقد تعودت أن أتعهد قرية من القرى الضعيفة الفقيرة بما يكفيها من المال وغيره..
وأنا لا أطلب منك إلا أن توصل ذلك الكنز لتلك القرية.. وتوزعه عليها بحسب ما لديك
من موازين العدالة التي ذكرتها لي.