قلت ـ وأنا ممتلئ زهوا ـ : ما أبسط ذلك.. وما
أيسره.. نم هانئا.. فلن يجد أهل القرية مني إلا ما وجدته منك من الكرم والرحمة
واللطف والحنان.. سأسير فيهم بما تعلمته منك.. فقد تعلمت منك الكثير.
قال:
لكن احذر.. فهناك محتالون.. قد يخادعونك.. وقد يأخذون منك الكنز ليستأثروا به
لأنفسهم، ويدعو أهل القرية للجوع والعراء.
قلت:
لا تهتم.. أنا لم أذكر لك طاقاتي جميعا.. لدي طاقة تسمى الفراسة أتفرس بها الوجوه
لأميز الخبيث من الطيب.. والكاذب من الصادق.. والخب من المغفل.
قال:
واحذر أن تحدثك نفسك بأن تأخذ من هذا الكنز ما لم أتح لك منه..
قلت:
لا تهتم.. فلي نفس ممتلئة بالزهد والعفاف.. وهي لن تتحرك لأي إغراء.
قال:
احذر.. فالأمر أخطر مما تتصور..
قلت:
الأمر بسيط.. ولست أدري لم تعقده.
قال:
لأنه معقد.. أنت لا تعلم عاقبة نجاحك أو فشلك.
قلت:
لقد ذكرت لي أن عاقبة فشلي هي الزنزانة..
قال:
لا تستهن بها.. فإن العذاب الذي فيها لا يمكن لأحد تخيله.