قال ديدات: لقد ذكرتموني بحديث لأنس قال فيه: كان رسول الله أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس،
ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فاستقبلهم النبي قد سبق الناس إلى الصوت وهو يقول: (لم
ترعوا لم ترعوا) وهو على فرس لأبي طلحة عرى، ما عليه سرج، في عنقه سيف، فقال:
(لقد وجدته بحرا) أو (إنه لبحر)([574])
وكان رسول الله (ص) يتقدم أصحابه في الجهاد في سبيل الله، ففي غزوة حنين ثبت رسول الله (ص) حين انهزم الكثير ممن معه، فعن البراء
بن عازب أن رجلا قال له: يا أبا عمارة، أفررتم عن رسول الله (ص) يوم حنين؟ فقال: لكن رسول الله (ص) لم يفر، إن هوازن كانوا قوماً رماة،
فلما لقيناهم وحملنا عليهم انهزموا، فأقبل الناس فلقد رأيت رسول الله (ص) وأبا سفيان بن الحارث آخذ في لجام بغلته
البيضاء، وهو يقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)([575])
قال القمي: ما أحسن ما ذكرته من حديث أنس الذي قال فيه: (كان
رسول الله (ص) أحسن الناس، وأجود الناس،
وأشجع الناس).. فلا يمكن أن يستعيد الإسلام مجده حتى يستن المسلمون بهذه السنة
العظيمة: أن يكونوا أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس.
قال إقبال: عرفنا قوة الفرد.. فما قوة المجتمع؟.. وكيف
نحققها؟
قال مطهري: إذا اعتبرنا الأفراد هم لبنات المجتمع.. فلا شك
أن المجتمع هو ذلك البناء الذي يتكون من لبنات الأفراد.. ولا يكفي في البناء أن
تكون لبناته قوية، بل يجب أن يكون التماسك بينها قويا، وإلا أدى ذلك إلى خرابها،
وسقوطها بأوهى الأسباب.
قال القمي: في الإسلام منظومة كاملة لذلك.. فكل ما ورد في
النصوص المقدسة من الحث على التماسك والتآلف من التوجيهات والتشريعات يخدم هذا.
لقد قال الله تعالى يذكر ذلك:﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ﴾ (الحجرات:10)
انظروا.. كيف أمر الله تعالى بالإصلاح بين الإخوة، وكأنه
يقول لنا: لا يمكن أن يتماسك بناؤكم الاجتماعي، وأنتم