بها نفس الإنسان كان النبي يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وكان يقول:(لو عندي
مثل أحد ذهبا ما سرني أن يأتي علي ثلاث ليال، وعندي منه شئ إلا شيئا أرصده لدين) ([567])
وقد كان أصحابه والمقربون إليه
يعرفون هذه الصفة فيه، ويصفونه بها، فعن علي أنه كان إذا نعت رسول الله قال: كان
أجود الناس كفا ([568]).. وعن أنس قال: كان رسول الله أجود
الناس([569]).
وكان من الصفات التي عرفه
من خلالها الكل هو أنه كان أبعد الناس عن رد أي سائل يسأله، مؤتمرا في ذلك بما
أمره الله تعالى به، قال تعالى:﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ﴾ (الضحى:10)
وكان من الصفات التي عرف
بها.. عرفه بها جميع الناس.. أنه لا يسأل شيئا إلا أعطاه.
قال أنس : ما سئل رسول
الله على الإسلام شيئا إلا أعطاه([570]).
وقد ذكر نموذجا لذلك،
فقال: فسأله رجل غنما بين جبلين فأعطاه إياها، فأتى قومه فقال: يا قوم أسلموا،
فوالله إن محمدا ليعطى عطاء من لا يخاف الفقر([571]).
قال أنس: وإن كان الرجل ليجئ إلى
رسول الله وما يريد بذلك إلا الدنيا، فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه من الدنيا
وما بينها ([572]).
وعن علي قال: كان رسول الله إذا
سئل عن شئ، فأراد أن يفعله قال: (نعم) وإن أراد ألا يفعله سكت، وكان لا يقول لشئ
لا ([573]).