قال الشعراوي: لقد صرح رسول الله (ص) بمثل هذا التشبيه، فقال:﴿ المؤمن للمؤمن
كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه)([576])
وفي حديث آخر شبه رسول الله (ص) العلاقات بين المؤمنين بأعضاء الجسد
الواحد، فقال:(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه
عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)([577])
وفي حديث آخر ذكر رسول الله (ص) مثلا تقريبيا لما قد يحدثه سكوت المجتمع
عن أخطاء أفراده، فقال:(مثل القائم على حدود الله ـ أي القائم على حفظ النظام
العام للمجتمع وأفراده ـ والواقع فيه كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم
أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من
فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا هذا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما
أرادوا هلكوا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)([578])
قال ديدات: لقد وردت النصوص الكثيرة التي تؤسس للروابط
الاجتماعية بين المسلمين، والتي أشار إليها قوله تعالى:﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ
قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (لأنفال:63)
ففي الحديث الشريف يقول رسول الله (ص):(المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا
يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلمٍ كربةً فرج الله
عنه بها كربةً من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)([579])
وفي حديث آخر، قال (ص):(المسلم أخو المسلم: لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على
المسلم حرامٌ: عرضه وماله ودمه، التقوى ههنا، بحسب امريءٍ من الشر أن يحقر أخاه
المسلم)([580])
وفي حديث آخر، قال (ص):(لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على
بيع بعضٍ، وكونوا عباد الله إخواناً. المسلم أخو المسلم: لا يظلمه ولا يحقره ولا
يخذله. التقوى ههنا - ويشير إلى صدره ثلاث مراتٍ - بحسب