قلت: أعرف طريقة القرآن الكريم في هذا.. ولكن هذا كلام الله،
والله هو اللطيف الخبير، العالم بما دق وما جل.. ولا يمكن لغير الله أن يفعل هذا؟
قال: الكامل هو الذي يتأسى بربه.. ويترقى ليتخلق بما تقتضيه
أسماؤه الحسنى.. وقد كان محمد (ص)
هو النموذج الأكمل لهذا التأسي وهذا الترقي.
أنت تعلم أن أبا ذر من صحابة رسول الله (ص) الكبار؟
قلت: أجل.. فقد كان من أوائل السابقين إلى الإسلام، أسلم في
أول البعثة خامس خمسة، وكان رأسا في العلم والزهد والجهاد وصدق اللهجة والاخلاص..
وكان يوازي ابن مسعود في العلم.. وقد قال فيه رسول الله (ص):(ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على
ذي لهجة أصدق من أبي ذر.. من سره أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم، فلينظر إلى أبي
ذر)([17])
قال: ومع هذا الفضل العظيم.. فقد نصحه (ص) بأن لا يتولى الإمارة.. بل نَصَحَهُ أن
لا يقترب منها..