responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 34
العنيدة)([16])

قلت: أعرف طريقة القرآن الكريم في هذا.. ولكن هذا كلام الله، والله هو اللطيف الخبير، العالم بما دق وما جل.. ولا يمكن لغير الله أن يفعل هذا؟

قال: الكامل هو الذي يتأسى بربه.. ويترقى ليتخلق بما تقتضيه أسماؤه الحسنى.. وقد كان محمد (ص) هو النموذج الأكمل لهذا التأسي وهذا الترقي.

أنت تعلم أن أبا ذر من صحابة رسول الله (ص) الكبار؟

قلت: أجل.. فقد كان من أوائل السابقين إلى الإسلام، أسلم في أول البعثة خامس خمسة، وكان رأسا في العلم والزهد والجهاد وصدق اللهجة والاخلاص.. وكان يوازي ابن مسعود في العلم.. وقد قال فيه رسول الله (ص):(ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر.. من سره أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم، فلينظر إلى أبي ذر)([17])

قال: ومع هذا الفضل العظيم.. فقد نصحه (ص) بأن لا يتولى الإمارة.. بل نَصَحَهُ أن لا يقترب منها..

قلت: ذلك صحيح، فقد حدث أبو ذرٍ قال: قال لي رسول الله (ص): (يا أبا ذرٍ إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيمٍ)([18])، وفي رواية عنه قال: قلت يا رسول الله ألا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي، ثم قال: (يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها)([19])

قال: فقد لاحظ رسول الله (ص) في هذا طباع أبي ذر.. فأبو ذر صادق وزاهد.. ولكن طبعه الذي جبله الله عليه لا يسمح له بتولي الإمارة.

قلت: وعيت هذا..

قال: فقد كان (ص) يلاحظ الطباع في جميع ما يفعله، وما يتعامل به..


[16] في ظلال القرآن: 6/3692- 3693.

[17] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى.. وانظر: سير أعلام النبلاء: 2 / 59.

[18] رواه مسلم.

[19] رواه مسلم.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست