قال: الفم الذي يكشف عن الجواهر بالقيل والقال، والجواب والسؤال، لا
بالمراء والجدل([6]).
قلت: فما الفم الرابع؟
قال: الفم الذي طهر لسانه بماء الحقائق، وزين بمواثيق
الرقائق، وعتق من سجون العلائق، فصار بين الناس كالبدر المتلألئ، تنشق له حجب
الظلمات، وتندك له صروح الطغاة([7]).
قلت: فما الفم الخامس؟
قال: الفم الذي ينطق من غير لسان.. ولكنه أبلغ من كل لسان([8]).
قلت: فما الفم السادس؟
قال: الفم الذي
يطهر أرض النفوس من الأدناس، ليرفعها إلى قدس الأقداس([9]).
قلت: فما الفم السابع؟
قال: الفم الذي يرفع صوته، فتعلو برفعه الرايات، وتنتشر المكرمات([10]).
قلت: فما الفم الثامن؟
قال: الفم الذي حلي بحلية
الورع، وزين بزينة العلم والحلم، ونور بأنوار البصيرة.. فأجاب عن كل سؤال، وحل كل
إشكال، ورفع كل معضلة، وأزال كل مشكلة([11]).
قلت له: فما الفم التاسع؟
[6] أقصد به (المحاور)، وهو
الفصل الثالث من هذه الرسالة.
[7] أقصد به (المعلم)، وهو
الفصل الرابع من هذه الرسالة.
[8] أقصد به (القدوة)، وهو الفصل الخامس من هذه الرسالة.
[9] أقصد به (المربي)، وهو
الفصل السادس من هذه الرسالة.
[10] أقصد به (الخطيب)، وهو
الفصل السابع من هذه الرسالة.
[11] أقصد به (المفتي)، وهو الفصل الثامن من هذه الرسالة.