قال: الفم الذي يثور على
المحو، ليطفئ السراب، ويمحو الضباب([12]).
قلت: فما الفم العاشر؟
قال: الفم الذي يسلك القفار، ويقطع البحار، لينشر الأنوار([13]).
قلت: فهل بحثت عن هذه
الأفواه؟
قال: أجل.. لقد ذكر لي
أنها في عشرة حضائر من بلاد الإسلام.. فلذلك سرت في كل بلاد الإسلام أبحث عنها حتى
وجدتها.
قلت: وجدتها جميعا؟
قال: أجل.. فلا تكمل
الهداية إلا باجتماعها جميعا.. كما لا يمكن أن يكتمل الشعاع الأبيض إلا بجميع ألوانه.
قلت: فهل ستحدثني حديث
رحلتك هذه؟
قال: يسرني ذلك.. فبيننا
وبين الأمان عشر مراحل.. وسنقطع بكل واحد من هذه الأفواه مرحلة من المراحل.. على
أن لا تنسى أننا في غابة.. وأنه يمكن في أي لحظة أن يهم بنا سبع، أو تلدغنا عقرب..
قلت: إن ذلك يمنعني من أن
أعيش ما تقول..
قال: دع بصرك لجسدك..
وأرسل ببصيرتك إلي.. فلست أحتاج سوى بصيرتك.
قلت: فمن أين ابتدأت
رحلتك؟
أشار إلي أن نسير، ثم حمد
الله وصلى على نبيه (ص) مستغرقا في كل
ذلك، ثم قال:
[12] أقصد به (المحتسب)، وهو
الفصل التاسع من هذه الرسالة.
[13] أقصد به (الشاهد)، وهو
الفصل العاشر من هذه الرسالة.