responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 23
قلت: بلى.. هذه الآية قرأتها كثيرا في قرآن المسلمين.

قال: بل في قرآن رب العالمين الذي هو خطابه للناس أجمعين..

قلت: فكيف بدأ الضلال يتسرب لتحل محله الهداية؟

قال: لقد هداني الله إلى رجل من أهله من الصالحين من ورثة رسول الله (ص) كان اسمه محمد الوارث..

قاطعته قائلا: أعرفه.. لقد زرته قبل سنوات.. وسمعت رحلته إلى محمد.

قال: لقد صحبته مدة من الزمن.. وقد امتلأت بالمعاني العظيمة التي كان ـ بسلوكه ـ يدعو إليها.

قلت: فما الذي جعلك ترغب عن صحبته.. وتسير إلى هذه البلاد، حيث لا تسمع إلا عواء الذئاب، وزئير الأسود؟

قال: لقد ذكرت ما كنت فيه من الضلال، فامتلأت هما وغما..

قلت: أخفت ألا يتوب الله عليك؟

قال: لا.. لقد أيقنت بأن الله قد تاب علي.. فيستحيل على الغفور الرحيم أن يستغفره عبده، ثم لا يغفر له.

قلت: فما الذي دعاك إلى الحزن إذن؟

قال: لقد حزنت على البشر التائه في صحراء نفسه، الغارق في أوحال شهواته، المصلوب على خشبة أهوائه.

قلت: وما تملك أن تفعل أنت له؟

قال: لقد قلت لنفسي: إن الرحمن الرحيم الذي ما أنزل داء يرتبط بالطين إلا أنزل له من الدواء ما يقاومه، لن يتخلى عن الروح التي هي الأصل.. فلذلك لن يكون في الروح داء إلا وينزل الله من الأدوية ما يقاومه.

قلت: فماذا فعلت؟

قال: لقد قعد بي العجز عن معرفة الدواء.. فلذلك ظللت مدة في تلك الأحزان إلى أن جاء اليوم الذي أرسل الله لي فيه رجلا لا أزال إلى الآن لا أعرف كيف جاء، ولا كيف ذهب.

قلت: ما اسمه؟

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست