قلت: وما أدراني أين
محلي.. ذلك غيب لا يمكن أن ندركه ما دمنا في هذه الدار؟
قال: ولكنا يمكن أن نمارس
من الأسباب ما ندرك به مصيرنا..
قلت: لم أفهم.
قال: إن رب هذه الدار هو
رب تلك الدار.. وقوانين هذه الدار هي قوانين تلك الدار.
قلت: وما في هذا؟
قال: أرأيت رجلا ليس له
مأوى.. وكان له من الأسباب ما يبني به أحسن مأوى، ولكنه كان يرفض أن يفكر في ذلك..
أترى مصيره بيده، أم بيد غيره؟
قلت: بل هو بيده.. ولو كنت
بدله لفكرت ليل نهار، واستعملت كل الأسباب للظفر بالمأوى الذي يأويني.
قال: فما عملته في هذا
البيت الذي مصيره إلى الخراب اعمله للبيت الذي لا يصيبه الخراب.
قلت: وما علاقة ذلك
بالنوم؟
قال: النائم إذا ذكر
الموت.. وأنه قد لا يستيقط من نومه يحاسب نفسه، فيبذل الحقوق لأصحابها، فينام
مرتاحا مطمئنا، ليس لغيره عليه خصومة قد يحتج بها عليه عند الله.
قلت: ألما ذكرته علاقة
بالأذكار التي كان يقولها محمد عند نومه؟
قال: أجل.. فذكر الله
بمثابة البذور.. والبذور لابد لها من تربة صالحة تستنبت فيها..
قلت: أهذه هي تربتها؟
قال: أجل.. ولهذا كان رسول
الله (ص) لا ينام حتى يقرأ:﴿ الم
تَنْزِيلُ﴾ (السجدة)، ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ (الملك: 1)([163]).. وهي
سور تتحدث عن يوم القيامة وما ينتظر