قلت ما ذكره.. فقال: وورد
في حديث آخر أن النبي (ص) قال: (أفطر عندكم
الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة)([161])
قلت ما ذكره.. فقال: وورد
في حديث آخر أن بعض الناس دعا النبي (ص) إلى طعام،
هو وبعض أصحابه، فلما فرغوا، قال: أثيبوا أخاكم قالوا: يا رسول الله، وما إثابته؟
قال: (إن الرجل إذا دخل بيته فأكل طعامه وشرابه، فادعوا له فذلك إثابته)([162])
قلت: علمت ما أقول في
الأوليين.. فما أقول في هذه؟
قال الصبي: قل ما تحب أن يقال
لك، وادع لغيرك بما تحب أن يدعى لك.
بعد أن انتهينا من أكلنا
ذهبنا إلى المسجد حيث صلينا العشاء.. ثم عدنا إلى البيت، فوجدنا الفراش قد هيئ
لنا.. فأسرعت إلي فراشي ورميت نفسي بعد أن أخذ مني التعب كل مأخذ، فقال جعفر:
رويدك.. فليس من سنة النبي (ص) أن ننام على
غفلة.
قلت: فما نقول؟
نادى جعفر على على، وقال:
يا علي، أخبر عمك ما يقول إذا أوى إلى فراشه.
قال الصبي: إذا أوى إلى
فراشه، فلير نعمة الله عليه به، وليذكر أن للنوم أخا لابد أن يأتي في يوم من
الأيام.
قلت: أللنوم أخ!؟.. ما
اسمه؟
قال: الموت.. الموت أخو
النوم.. لقد قال الله تعالى يجمع بينهما:﴿ اللَّهُ
يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ
مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الزمر:42)
قلت: أتريد مني أن أنغص
نومي بذكر الموت؟
قال: إنما ينغض نومه من
كان موته قنطرة إلى جهنم، أما من كان موته قنطرة