قلت: أهذا كل ما كان يقرؤه؟

قال: لقد روي أن رسول الله (ص) كان يقرأ المسبحات([164]) قبل أن يرقد، وقال: (إن فيهن آية أفضل من ألف آية)([165])

وروي أن رسول الله (ص) كان لا ينام حتى يقرأ الزمر، وبني إسرائيل([166]).

وروي أن رسول الله (ص) كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما، فقرأ: (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات([167]).

وروي أن رسول الله (ص) لم يأت فراشه قط إلا قرأ: (قل يا أيها الكافرون) حتى يختمها([168]).

قلت: أكان يكتفي بقراءة القرآن؟

قال: قراءة القرآن أعظم الأذكار.. فأعظم ما ناجى به العبد ربه كلامه.. إن جدي الذي أمامك طالما كان يقول لي: (والله لقد تجلى الله عز وجل لخلقه في كلامه، ولكنهم لا يبصرون)([169])

قلت: فهل هناك غير هذا من كلام محمد؟

قال: كلمات كثيرة.. أما المستعجل، فيقول أخصرها، وأما غيره، فيقول ما استطاع أن يحفظ منها.

قلت: فاذكر لي ما روي عنه من ذلك.

قال: من ذلك ما روي أن رسول الله (ص) كان إذا اضطجع للنوم يقول: (باسمك

[164] روى النسائي.

[165] رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي.

[166] رواه الترمذي وحسنه.

[167] رواه مالك، وأحمد، والبخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي.

[168] رواه الطبراني، ورواه أيضا عن عباد بن أخضر أو أحمر.

[169] هذا الكلام مروي عن جعفر الصادق