ومنها ما ورد في الحديث أن
النبي (ص) كان إذا فرغ من طعامه قال:
(الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين)([157])
ومنها ما روي أن النبي (ص) كان إذا قرب إليه طعامه يقول (بسم الله)، وإذا فرغ
من طعامه قال (اللهم أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت واجتبيت فلك الحمد على ما
أعطيت)([158])
ومنها ما روي أنه (ص) كان إذا رفع مائدته قال: (الحمد لله كثيرا طيبا
مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا)([159])
قال جعفر: فما سر هذه
الأذكار؟
قال الصبي: من حجبه عن
الله طعامه لم يزده أكله إلا بعدا.. ومن لم ينس الله وهو يمارس ما تتطلبه حياته
الطينية من مطالب لم يزدد من الله إلا قربا.
قال جعفر: ما سر قوله (ص) في الحديث الذي ذكرته: (الحمد لله كثيرا طيبا
مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا؟
قال الصبي: إن نبينا (ص) يقول لربه ـ بعد أن أنهى أكله ـ: (يا رب.. أما
الطعام، فقد انتهيت منه، واكتفيت، ولم أعد بحاجة إليه.. أما أنت يارب.. فإن حاجاتي
إليك لا تنتهي)
قال جعفر: فما هي هذه
الحاجات؟
قال الصبي: أهل الله لا
يطلبون من الله إلا الله.. فالله هو غاية مطالبهم.. ومن كان الله غاية مطالبه
أناله الله من الحظوظ ما لا يمكن لأحد أن يحلم به.
بعد أن انتهينا من الأكل،
قال جعفر للصبي: إن هذا ضيف حل بنا.. وهو يريد منك أن تعلمه ما يقوله الضيف لمضيفه
بعد أكله..
التفت الصبي إلي، وقال: لقد
قال رسول الله (ص) لبعض من استضافه:
(اللهم بارك