قال جعفر: أحسنت
في هذا.. فحدثني عن الرفع من الركوع([115]).
قال الصبي: من تواضع لله
رفعه.. ومن تذلل لله أعزه.. ومن أحنى رأسه لله أمره الله برفعه.. ومن حمد الله سمع
الله حمده.
قال جعفر: فما الأذكار
التي تقال في هذه الحال؟
قال الصبي: للمستعجل أم
لغير المستعجل؟
قال جعفر: لكليهما.
قال الصبي: أما المستعجل..
فقد سنّ النبي (ص) للإمام وللمنفرد أن يقولا
عند الرفع من الركوع (سمع الله لمن حمده)
وأما غير المستعجل، فيمكنه
أن يضيف ما ورد في السنة إضافته، ومن ذلك ما روي عن علي بن أبي طالب عن رسول الله
(ص) أنه كان إذا قام إلى
الصلاة قال:.. وإذا رفع قال: اللهم ربنا لك الحمد، ملءَ السموات وملءَ الأرض وملءَ
ما بينهما، وملءَ ما شئتَ من شئ بعدُ..)([116])
ومنها ما روي عن أبي سعيد
قال: كان رسول الله (ص) إذا رفع رأسه من
الركوع قال: ربنا لك الحمدُ ملءَ السموات وملءَ الأرض وملءَ ما شئتَ مِن شئ بعدُ،
أهلَ الثَّناءِ والمجدِ، أحقُّ ما قال العبد وكلُّنا لك عبد، اللهم لا مانع لما
أعطيتَ ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ([117])([118])
قال جعفر: فما سر ذلك؟
قال الصبي: من شرفه الله
بالوقوف بين يديه امتلأ بفضل الله، فراح يحمد الله على فضله، وهو يعلم أن الله
يسمع لمن حمده، ويرضى عمن حمده.
قال جعفر: أحسنت في هذا..
وأصبت.. فحدثني عن السجود.
قال الصبي: في السجود
يلتحم المؤمن مع الكون الساجد لله.. وتتحقق عبودية الله
[115] الرفع من الركوع هو إقامة الظهر من الركوع، وهي تعني
تمام انتصاب الظهر بعد الركوع، وهو ركن من أركان الصلاة، فعن أبي مسعود قال: قال
رسول الله : (لا تُجزئ صلاةٌ لا
يقيم الرجل فيها صُلْبَه في الركوع والسجود) رواه ابن ماجة وأبو داود والترمذي
وابن حِبَّان وابن خُزيمة.