قال جعفر: فما
الأذكار التي سنها لنا أعرف الخلق بالله لنقولها في الركوع؟
قال الصبي: أشهرها (سبحان
ربي العظيم)، وهي مقتبسة من القرآن الكريم، ففي الحديث: لما نزلت:﴿
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾(الواقعة:74)، قال لنا رسول الله (ص): (اجعلوها في ركوعكم)، فلما نزلت:﴿
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ (الأعلى:1)، قال: (اجعلوها في سجودكم)([111])
وعن حُذيفة بن اليمان أنه
سمع رسول الله (ص) يقول إذا ركع: (سبحان ربي
العظيم)، ثلاث مرات، وإذا سجد قال: (سبحان ربي الأعلى)، ثلاث مرات([112]).
ومن الصيغ غير هذه الصيغة
ما حدث به علي أن النبي (ص) كان إذا ركع قال:
(اللهم لك ركعتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ، أنت ربي، خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي
وما استقَلَّتْ به قدمي لله رب العالمين)([113])
قال جعفر: فما سرها؟.. ولم
تنوعت؟
قال الصبي: الركوع محل
تسليم وتعظيم لله.. فناسب أن يذكر في الركوع ما يتناسب مع ذلك.
قال جعفر: فما عدد التسبيحات؟
قال الصبي: للمستعجل أم
لغير المستعجل؟
قال جعفر: لكليهما.
قال الصبي: أما المستعجل
فيكفيه ما ورد في النصوص من الأعداد المختلفة التي تتفاوت حسب حاجته.. وأما غير
المستعجل، فله أن يسبح الله ما لان له لسانه.
قال جعفر: فما عدد
التسبيحات الواردة في النصوص؟
قال الصبي: عدد التسبيحات
في الركوع الواحد لا ينبغي أن تقل عن ثلاث، فهذا هو أدنى التَّمام، إذ لم يُعرف أن
الرسول (ص) قالها مرة أو مرتين([114]).