سرت مع جعفر والشاب إلى
الزاوية.. لم أكن أتصور أنها بتلك البساطة.. لقد كانت بناء بسيطا، ليس فيه أي تكلف
ولا زخرفة، ولا تطاول.. ولكن روائح الإيمان كانت ـ مع ذلك ـ تفوح من جنباتها،
لتملأ ما حولها بأنوار دونها كل الأنوار.
دخلنا الزاوية، فرأينا
قوما مجتمعين يرددون بصوت واحد.. وبقلب واحد.. وبهمة واحدة ما ورد عن نبيهم (ص) من أذكار.
سألت جعفرا، فقلت: من
هؤلاء؟
قال: هؤلاء ورثة من ورثة
رسول الله.. انشغلوا بالله عما سواه، فملأ قلوبهم بالأنس الذي لا يمكن أن تجده في
أي سوق من أسواق الدنيا، ولا ناد من نواديها.
قلت: فمن الذي بعث فيهم
هذه الهمة؟
قال: لقد قرأوا قوله
تعالى:﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾
(البقرة:152)، فعلموا أن ذكر الله لهم معلق على ذكرهم له، فلا ينال ما عند الله
إلا من