قال التاجر: لقد
حدث أنس أن رسول الله أراد أن يكتب إلى
كسرى أو قيصر، فقيل له: إنهم لا يقبلون كتابا إلا مختوما، فاتخذ خاتما.. الحديث([1203]).
وعنه أن رسول الله (ص) أراد أن يكتب إلى الأعاجم فقيل له: إنهم لا يقبلون
كتابا إلا بخاتم، فاتخذ رسول الله (ص) خاتما
من فضة نقشه: (محمد رسول الله)، كأني أنظر إلى بصيصه([1204]).
اشترى
الصالحي بعض الخواتم.. ثم سار بي إلى معمل صغير للنسيج، فقلت: ما هذا المحل؟
قال:
في هذا المحل تنسج الثياب التي رأيناها، وهنا تصبغ.
قلت:
كنت أحسبها مستوردة.
صاح
رجل من المعمل قائلا: كيف تقول هذا!؟.. أترضى للثياب التي تشرفت برسول الله (ص) أن
تنسج بأيدي غير متوضئة!؟.. إننا نتطهر طهورنا للصلاة ونحن ننسج هذه الثياب
الشريفة.
رأينا
عاملا يضع ثيابا في وعاء كبير يحتوي على صبغ أخضر، اقتربنا منه، فقال ـ من غير أن
نسأله ـ: لقد كان رسول الله (ص) يحب اللون الأخضر.
قال
الصالحي: وكيف عرفت ذلك؟
قال
الرجل: لقد حدث أنس قال: كان أحب الألوان إلى رسول الله (ص)
الخضرة([1205]).
اقتربنا
من رجل آخر كان يضع الثياب في وعاء كبير به صبغ أبيض، اقتربنا منه، فحدثنا بقول
رسول الله (ص): (عليكم بالثياب
البيض، فألبسوها أحياءكم، وكفنوا فيها موتاكم)([1207])
اقتربنا
من رجل آخر كان يضع الثياب في وعاء كبير به صبغ أسود، اقتربنا منه، فحدثنا
بما روي عن جمع من الصحابة أن رسول الله (ص)
دخل يوم الفتح مكة، وعليه