قد أنزل عليه الوحي:﴿
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِينا﴾ (الفتح:1)([1196])
وعن ابن عباس قال: خرج
رسول الله (ص) متقنعا بثوبه فقال: (يا
أيها الناس، إن الناس يكثرون، وإن الأنصار يقلون، فمن ولي منكم أمرا ينفع فيه أحد،
فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم)([1197])
قال
الصالحي: إن نفرا منا يضعون القلانس([1198])
تحت العمائم.. فما تقول في ذلك؟
قال التاجر: نعم ما
فعلوا.. فقد وردت الآثار بذلك.. ومنها ما روي عن ركانة قال: قال رسول الله (ص): (إن الفرق بيننا وبين المشركين العمائم على
القلانس)([1199])
وعن ابن عباس قال: كان
لرسول الله (ص) ثلاث قلانس، قلنسوة بيضاء
مصرية، وقلنسوة برد([1200]) حبرة([1201])،
وقلنسوة ذات آذان يلبسها في السفر، ربما وضعها بين يديه إذا صلى([1202]).
سكت الصالحي، ثم قال: أرى
أنك أهل لبيع العمائم.. فبعها.. وبعني منها مجموعة، ولتكن بنفس الألوان التي لبسها
المصطفى (ص).. فليس هناك ذوق أرفع من
ذوقه.
اشترى الصالحي بعض تلك العمائم،
ثم سرنا إلى محل لبيع الخواتم، فقلت: لقد نهى عن الخواتم.. فكيف يبيعها هذا الرجل؟
قال: لقد نهى (ص) عن الخواتم الذهبية ولم ينه عن غيرها.
اقترب التاجر مني، وقال:
ولكن الفضة خصوصا تشرفت بتختم رسول الله (ص) بها..
وسلاني عما شئتما، فإني بها خبير.
قال الصالحي: متى استعمل
رسول الله (ص) الخاتم؟
[1196] رواه ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في تاريخه، وأبو داود
والنسائي وابن جرير.