اقتربنا
من رجل آخر كان يضع الثياب في وعاء كبير به صبغ أصفر، اقتربنا منه، فحدثنا
بما ورد عن عبد الله بن جعفر قال: رأيت رسول الله (ص)
وعليه ثوبان مصبوغان بالزعفران، رداء وعمامته([1209]).
وعن أم سلمة قالت: ربما
صبغ لرسول الله (ص) فميصه ورداءه
وإزاره بزعفران أو ورس، ثم يخرج فيها([1210]).
بينما نحن كذلك إذ دخل رجل
وطلب أن يصبغ ثيابا كان يحملها باللون الأحمر، فأنكر عليه عامل من العمال، وقال:
ألم تسمع ما ورد في الأحمر من النهي؟
قال: لا.. لم أسمع بذلك.
قال العامل: لقد حدث رافع
بن خديج قال: إن رسول الله (ص) رأى
الحمرة قد ظهرت فكرهها([1211]).
وعنه قال: خرجنا مع رسول
الله (ص) فرأى على رواحلنا وعلى
إبلنا أكسية فيها خيوط عهن حمر، فقال: (إن هذه الحمرة قد علتكم)، فقمنا سراها لقول
رسول الله (ص) حتى نفرت إبلنا، فأخذنا
الأكسية فنزعناها عنها([1212]).
قال الرجل: ولكني ما أتيت
هنا إلا بعد أن سمعت أن رسول الله (ص) ارتدى
حلة حمراء، ومعي في ذلك من النصوص ما حدث به جابر أن رسول الله (ص) كان يلبس بردة الأحمر في العيدين والجمعة([1213]).
وعن عامر بن عمرو قال:
رأيت رسول الله (ص) بمني يخطب على
بغلة، وعليه برد أحمر وعلي أمامه يعبر عنه ما يقول([1214]).
[1208] رواه أحمد وابن أبي شيبة ومسلم والأربعة عن جابر، وابن أبي
شيبة عن ابن عمر وأبو بكر بن أبي حارث عن أنس.