قال
الأول: لك ذلك.. بشرط أن لا تفرضها على الناس باعتبارها سنة.. فالسنة النبوية هي
ما ورد في النصوص التنصيص عليه.
قال
الثاني: أعلم ذلك.. ولكني أرفع به الحرج عن بعض من يحب هذا النوع من اللباس حبا في
المصطفى (ص).
قال
الأول: ألا أدلك على ما هو أفضل من ذلك؟
قال
الثاني: وما هو؟
قال
الأول: أن تجعل من تلك الملابس الخفيفة التي كان يلبسها رسول الله (ص)
ملابس مرتبطة بمحال معينة كالبيت والمسجد.. أو في أوقات معينة، كالأعياد ونحوها،
بحيث نجمع بين المصالح جميعا.
قال
الثاني: نعم ما قلت.. وسأبدأ فورا بتنفيذه.
سرنا إلى محل آخر كان
مختصا ببيع العمائم([1170])،
دخلنا إليه، فاستقبلنا بقوله: لدي هنا جميع أنواع العمائم التي لبسها رسول الله (ص).. ولدي بالدكان محل خاص يعلم كيفية استعمالها على
الهيئة التي استعملها النبي (ص).
قال الصالحي: لن نشتري منك
شيئا إلا بعد أن نتأكد من علمك بما ورد في كتب الحديث والفقه عن العمائم.
قال التاجر: سل ما بدا
لك.. فلولا علمي بما ورد فيها، وفي فضلها ما جعلت محلي مختصا فيها..
قال الصالحي: أول سؤال هو:
هل ارتدى رسول الله (ص) العمائم؟
قال التاجر: لا يشك عاقل
في ذلك.
قال الصالحي: فما دليلك؟
قال التاجر: النصوص
الكثيرة الواردة في ذلك.. فكلها تصفه (ص) بأنه
كان يرتدي عمامة.. ومن ذلك ما حدث به بعض أصحاب رسول الله (ص) قال: ما خرج إلينا رسول
[1170] العمائم: جمع عمامة، وهي اللّباس الّذي يلاث - يلفّ - على الرّأس تكويراً،
وتعمّم الرّجل: كوّر العمامة على رأسه.