قال
الأول: لا حرج عليك في أن تختار أجمل حذاء.. فقد أمرنا الله تعالى بمراعاة الزينة
في ثيابنا وفي كل شؤوننا، فقال:﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ
مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (لأعراف:31)،
وقد ورد في الحديث قوله : (لا
يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كبر، فقال رجل: إنّ الرّجل يحبّ أن يكون
ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: (إنّ اللّه جميل يحبّ الجمال، الكبر بطر الحقّ، وغمط
النّاس)([1167])
قال
الثاني: بورك فيك يا أخي.. ولكني أسأل: هل الزينة مرتبطة بذوق الشخص في نفسه، أم
بذوق المجتمع؟
قال
الأول: لم تسأل هذا السؤال؟
قال
الثاني: إذا كانت الزينة مرتبطة بذوق الشخص في نفسه.. فإن ذوقي هو ما ورد في
النصوص من ذوق رسول الله (ص).. لقد فنى ذوقي في
ذوقه..
قال
الأول: الزينة مرتبطة بالأمرين.. فالذوق الفردي لا بد ألا يخرق سنن المجتمع..
ولهذا حرم الشرع لباس الشهرة.. ففي الحديث أن النبي (ص)
قال: (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله تعالى يوم القيامة ثوبا مثله ثم يلهب فيه النار)([1168])،
وفي حديث آخر (أن النبي (ص) نهى عن الشهرتين: دقة
الثياب وغلظها، ولينها وخشونتها، وطولها وقصرها، ولكن سداد فيما بين ذلك واقتصاد)([1169])
قال
الثاني: وهل ترى في مراعاة الذوق النبوي مخالفة للذوق الاجتماعي؟
قال
الأول: في اللباس والتنعل هناك أشياء ترتبط بالذوق.. وهناك أشياء ترتبط بالمصلحة..
فلا يصح أن يكلف ساكن المناطق الباردة نفسه عنتا بلبس ما كان يلبسه (ص)..
فالرسول (ص) كان في منطقة حارة.. والملابس فيها عادة تكون
خفيفة، ويقصد منها صد الشمس والحر، لا صد البرد.
قال
الثاني: بورك فيك.. وقد هداني هذا إلى حيلة قد تجمع بين الأمرين جميعا.
قال
الأول: ما هي؟
قال
الثاني: أن أصمم من الملابس النبوية ما يصلح لجميع المجتمعات، وفي جميع المحال.