responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 434
ولا حرج عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من ذلك فهو في النار، ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة)([1164])

وفي حديث آخر: (والإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)([1165])، وفي رواية: (إياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة ولا يحبها الله)

وفي حديث آخر: (يا معشر المسلمين اتقوا الله وصلوا أرحامكم فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم، وإياكم والبغي فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة البغي، وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام، والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء، إنما الكبرياء لله رب العالمين } الحديث([1166]).

فهذه الأحاديث كلها تدل على أن المقصود من النهي هو الخيلاء، وليس تطويل الثوب بحد ذاته.

قلت: ولكن لم تقيد تلك الأحاديث التي رويتها بالخيلاء؟

قال: القاعدة عند العلماء هي حمل المطلق على المقيد.. وهي قاعدة نستعملها في حياتنا، وسأضرب لك مثالا يقرب لك هذا.

أرأيت لو أن شخصا ذهب إلى طبيب، فنهاه عن طعام من الأطعمة بسبب عدم ملاءتمه لمرضه، أترى من الحكمة أن يذهب ذلك المريض إلى الناس، ويحذرهم من ذلك الطعام بحجة عدم مناسبته للصحة؟

قلت: يصح له أن يفعل ذلك مع من كان لهم نفس مرضه، أو إن كان ذلك المرض مستشريا منتشرا.

قال: فهذا ما فعله النبي (ص).. لقد كان تطويل الثياب خاصا بالمتكبرين المختالين.. فلذلك أرسل النبي (ص) نهيه مطلقا تارة باعتباره الحالة العامة، وقيده تارة أخرى ليحمل المطلق على المقيد.

شد انتباهي في السوق رجلين كانت سيما ورثة النبوة تلوح عليهما.. وكانا يتحدثنان بهدوء وأدب، فاقربنا منهما، وهذا بعض ما سمعته من حوارهما:


[1164] رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان.

[1165] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من رواية من وثقه الجمهور.

[1166] رواه الطبراني في الأوسط.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست