قلت:
لديهم مثله عن المسيح.. ولكنهم لا يقرؤون، ولا يسمعون.
قال:
من لم يتعلم القدرة على القراءة، فليتعلم القدرة على السكوت، فلا خير فيمن يتكلم
فيما لا يعلم.
قلت:
اسمح لي أن أسألك عن بعض الأمور.. ولست أدري هل يصح لي أن أسألها في هذا السوق أم
لا.
قال:
سل ما بدا لك.
قلت:
لقد روى هذا التاجر في أحاديثه أن النبي (ص)
كان يلبس الثياب القصيرة.. وهي قد لا تتناسب مع بعض البيئات.. وسمعت أنه حذر من
الثياب الطويلة، وهي ضرورية في بيئات أخرى.
ابتسم،
وقال: وكيف ترى ثيابي؟
قلت:
أراها طويلة.. فهل أنت مقصر في هذه السنة؟
قال:
ليست السنة في طول الثياب ولا في قصرها.. السنة في التواضع والترفع على الخيلاء
والزهو.. تلك هي السنة.. أما طول الثياب وقصرها، فلكل أحد ما اختار من الثياب،
والنبي (ص) أرفع من أن يصف للناس ما يلبسون.
قلت:
ولكني أرى الأحاديث الصحيحة تصف ذلك، ففي الحديث الصحيح: (ما أسفل من الكعبين من
الإزار ففي النار)([1160])،
وفي حديث آخر: (إزرة المؤمن إلى عضلة ساقه ثم إلى نصف ساقه ثم إلى كعبيه وما تحت
الكعبين من الإزار ففي النار)([1161])
قال: إن هذه الأحاديث تحمل
على أحاديث أخرى تفسرها، وتبين معناها، ومن ذلك قوله (ص): (لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء)([1162])، فقد
قيد (ص) العقوبة المرتبطة بجر
الثوب بارتباط ذلك بالخيلاء.. ومثله ما حدث به ابن عمر قال: سمعت رسول الله (ص) بأذني هاتين يقول: (من جر إزاره لا يريد بذلك إلا
المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة)([1163])
وفي حديث آخر عن العلاء بن
عبد الرحمن، عن أبيه قال: سألت أبا سعيد عن الإزار فقال: على الخبير بها سقطت، قال
رسول الله (ص): (إزرة المؤمن إلى نصف
الساق