قال
رجل من الجمع: أنت تعلم يا صاحبي ما في طبعي من الحدة.. وإني أخشى أن أكون مبتدعا
بذلك.. فقد ذكرت أن سنة رسول الله (ص) هي
الابتسامة والمزاح والمداعبة.
قال
الصالحي: أبشر.. فإنك إذا وضعت حدتك وغضبك في موضعها الصحيح كنت مستنا بسنة من سنن
رسول الله (ص) وهي الغضب للحق..
قال
الرجل: كيف تقول ذلك.. وقد حدثتنا عن لطفه (ص)
وسماحته ولينه.
ابتسم
الصالحي، وقال: الكامل من الرجال هو من:
يتلقى الندى بوجه صبيح وصدور القنا بوجه وقاح
فبهذا وذا تتم المعالي طرق الجد غير
طرق المزاح
لقد
كان رسول الله هينا لينا، ولكنه كان حديدا شديدا إذا انتهكت محارم الله ([1131]).
قال
الرجل: فكيف كان يظهر غضبه (ص).. فإن بعضنا إذا غضب
لم تطقه الدنيا، ولم يطقها.
قال
الصالحي: ذلك هو الجهول.. أما محمد (ص)..
فلم يكن يظهر غضبه إلا على وجهه.. لقد كان وجهه كالمرآة الصافية التي يبدو عليها
سروره وغضبه، ورضاه وسخطه..
لقد
وصفت أم سلمة غضبه، فقالت: كان رسول الله (ص)
إذا غضب احمر وجهه([1132]).
ووصفه
هند بن أبي هالة فقال: كان رسول الله (ص)
واسع الجبينين، أزج الحواجب، في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، إذا غضب أعرض
وأشاح، وإذا فرح غض طرفه([1133]).