قال
الصالحي: كلهم يمكن أن يكون كذلك إلا رسول الله (ص)..
فوقاره من معرفته بربه وصلته به.. وهي لا يمكن أن يؤثر فيها شيء.
سكت
قليلا، ثم قال: ما دمت قد ذكرت ذلك، فسأحدثك عن مبلغ الهيبة والوقار والتعظيم التي
كانت لرسول الله (ص) من أصحابه وأعدائه على
حد سواء..
لقد
ذكرت أم معبد صفته (ص)، فقالت: (إن صمت فعليه
الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن
أمر ابتدروا إلى أمره، محفود محشود لا عابس ولا معتد)([1123])
وعن
هند بن أبي هالة قال: (كان رسول الله (ص)
فخما مفخما) ([1124])
وعن
علي قال: من رأى رسول الله (ص) بديهة هابه، ومن خالطه
معرفة أحبه([1125]).
وعنه
قال: كان رسول الله (ص) ليس بالطويل، ولا
بالقصير، من رآه هابه: أي أكبره وعظمه([1126]).
وعن
ابن مسعود أن رسول الله (ص) قد ألقيت عليه المهابة([1127]).
وعن
سلمان أنه كان في عصابة يذكرون الله تعالى، فمر بهم رسول الله (ص)
فقام بعضهم، فجاء نحوهم قاصدا، حتى دنا منهم، فكلفوا عن الحديث إعظاما لرسول الله (ص) ([1128]).
وكان
رسول الله (ص) يباسط من لاحظ منه ذلك، ويخفف عنه، فعن
قيلة بنت مخرمة قالت: لما رأيت رسول الله (ص)
متخشعا في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال جليسه: يا رسول الله أرعدت المسكينة، فقال
رسول الله (ص) ـ ولم ينظر إلى، وأنا عند ظهره ـ: (يا مسكينة،
عليك بالسكينة)، فلما قالها رسول الله (ص)
أذهب الله تعالى ما دخل قلبي من الرعب([1129]).
وعن
قيس بن أبي حازم، أن رجلا أتى رسول الله (ص)،
فقام بين يديه، فأخذه من