ظلت
الجماعة تسأل الصالحي إلى أن أذن العصر، حينها ابتدر بعض أفراد الجماعة مسرعا،
يريد الانصراف، فنظر إليهم الصالحي مبتسما، وقال: ألم تنسوا شيئا؟
أخذوا
ينظرون في أماكنهم، ثم قالوا: لا.. لم ننس شيئا.. فنحن لم نحضر معنا شيئا حتى
ننساه.
ابتسم،
وقال: ربما لم تحضروا.. ولكنكم أخذتم.. فلا تنسوا ما أخذتموه.
قالوا:
أجل.. لقد أخذنا الكثير.. فبورك فيك..
قال:
إن رسول الله (ص) هو قدوتنا وأسوتنا
الذي به نقتدي، ولا خير في أن نحفظ سنته، ثم نضيعها.
قالوا:
فما الذي نسيناه منها؟
قال:
بم كان يختم رسول الله (ص) مجالسه؟
قال رجل منهم: بورك فيك..
لقد كدنا نغفل عن تلك السنة العظيمة.. نعم.. لقد حدثتنا أن رسول الله (ص) كان إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات (إن تكلم
بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بشر كان كفارة له، سبحانك اللهم
وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك)([1134])
قالت الجماعة جميعا بعدها:
سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك.
ثم خرجوا إلى المسجد،
وخرجت معهم.. وقد كان لهم من الأخلاق والأدب ما جعلني أشعر بأن العلاقات التي
أسسها محمد (ص) لا يوجد في الدنيا ما
يشبهها أو يقترب منها، فهي علاقات في الله وبالله ومن الله.. وما عقده الله لا
يمكن أن يحله البشر([1135]).