قال
الصالحي: لم يكن قوم رسول الله (ص) يتكلمون إلا
بالعربية.. فلذلك كان (ص) يتحدث إليهم بلسانهم،
كما قال تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ
لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (ابراهيم:4)
قال
رجل آخر: لقد رأينا رسول الله (ص) في بعض أحاديثه يستعمل
الإشارة.. فحدثنا بما ورد في ذلك.. وما سره؟
قال
الصالحي: لقد عرفنا أن من سنة رسول الله (ص)
إلقاء الكلام واضحا مفهوما حتى يستفيد السامع منه فائدة تامة..
قال
الرجل: ذلك صحيح.. فلا دور للكلام إلا هذا.. ولا خير في كلام يساء فهمه.. ولا خير في
كلام يصعب فهمه.
قال
الصالحي: ولذلك كان (ص) ـ أحيانا، ولأجل توضيح
المراد من الكلام، أو لأجل تبيين قيمته وخطره ـ يستعمل الإشارة.
ومما
ورد في ذلك تحريكه يده حين يتكلم أو يتعجب.. فعن هند بن أبي هالة قال: (كان
رسول الله (ص) إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها،
وإذا تحدث اتصل بها، وضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى)([1110])
وكان
ربما سبح عند التعجب.. فعن أم سلمة قالت: استيقظ رسول الله (ص)
فقال: ((سبحان الله ماذا أنزل من الخزائن؟ وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب
الحجر ـ يريد به أزواجه ـ حتى يصلين؟ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة)([1111])
وكان
ـ أحيانا ـ ينكش الأرض بعود.. فعن علي قال: كنا مع رسول
الله (ص) في جنازة فجعل ينكش الأرض بعود، فقال: (ليس
منكم من أحد إلا وقد فرغ من مقره في الجنة أو النار)، فقالوا: أفلا نتكل؟ قال: (اعملوا
فكل ميسر لما خلق له:﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾ (الليل:5)([1112])
وكان
ربما مسح الأرض بيده.. فعن أبي قتادة قال: سمعت رسول الله (ص)
يقول: (من كذب علي فليشهد بجنبيه مضجعا من النار) وجعل رسول الله (ص)
يقول ذلك، ويمسح
[1110] رواه الترمذي في الشمائل وابن سعد، والبيهقي، وفي رواية:
يضرب بإبهامه اليمنى باطن راحته اليسرى.