responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 421
الأرض بيده([1113]).

وكان ربما أشار بأصبعيه السبابة والوسطى.. فعن جمع من الصحابة أن رسول الله (ص) قال: ((بعثت أنا والساعة جميعا كهاتين وفي لفظ كهذه من هذه)، وجمع بين السبابة والوسطى، وأشار بهما، (وإن كادت تسبقني)([1114])

وكان ربما شبك أصابعه.. فعن سهل بن سعد الساعدي قال: خرج علينا رسول الله (ص) يوما فقال: (كيف ترون إذا أخرجتم في زمان حثالة من الناس قد مرجت عهودهم ونذورهم فاشتبكوا فكانوا هكذا؟) وشبك بين أصابعه، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((تأخذون ما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، ويقبل أحدكم على خاصة نفسه، ويذر أمر العامة؟)([1115])

وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص): (أي المؤمنين أحلم؟) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (إذا اختلفوا ـ وشبك بين أصابعه ـ وأبرهم أبصرهم بالحق، وإن كان في عمله تقصير، وإن كان يزحف زحفا)([1116])

تبسمه ومزاحه:

قال رجل من الجمع، وقد كان أظرفهم وألينهم، ولم تكن الابتسامة تغادر فمه: يا صاحبنا.. يا من شرفه الله بحفظ سنة رسول الله (ص).. أنت تعرف طبعي، وما جبلت عليه من الفكاهة.. وقد رأيت من الناس من يعاتبني في ذلك، وهم يستدلون لذلك بما ورد في المواعظ من فضل البكاء..

قال الصالحي: للبكاء محله، وللضحك محله.. وما خلق الله لنا الضحك إلا لنضحك.. لقد قال الله تعالى يذكر ذلك:﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى﴾ (لنجم:43)

قال الرجل: هم لا يجادلونني في ذلك.. ولكنهم يعتبرون حالي حال القاصرين، لا حال العارفين العابدين الزاهدين الورعين.

قال الصالحي: لقد كان رسول الله (ص) سيد العارفين العابدين الزاهدين الورعين ومع ذلك كان أكثر الناس تبسما.. لقد حدث الحارث بن جزء قال: ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله (ص) ([1117]).


[1113] رواه البخاري.

[1114] رواه الطبراني وأحمد.

[1115] رواه الطبراني.

[1116] رواه ابن عساكر.

[1117] رواه الترمذي - وصححه - وابن سعد، وفي رواية ما كان ضحك رسول الله (ص) إلا تبسما.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست