قال الصالحي: لقد كانت
أعظم سنة في جلوسه (ص) هي جلوسه حيث
انتهى به المجلس.. وذلك من تواضعه (ص).. فلم
يكن يخص بمجلس خاص.. فقد ورد في الحديث: (كان رسول الله (ص) إذا انتهى به المجلس جلس حيث انتهى به المجلس،
ويأمر بذلك النبي (ص))([1095])
قال
الرجل: فما كان (ص) يفعل إن قام من
مجلسه؟
قال
الصالحي: كان رسول الله (ص) يختم جلسته مع أصحابه
بالدعاء.. ففي الحديث: ما كان رسول الله (ص)
يقوم من مجلسه حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول
بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما يهون علينا مصيبات
الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وبأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل
ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل
الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا)([1096])
وروي أن جبريل u علم النبي (ص) إذا
قام من مجلسه أن يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب
إليك)، فقال رجل: يا رسول الله إنك تقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى؟ أكفارة لما
يكون في المجلس؟ فقال (ص): (كلمات علمنيهن
جبريل كفارات لخطايا المجلس)([1097])