قال الرجل: والتقبيل..
فإنا نرى البعض يزعم أنه بدعة، وينهى عنه.
قال الصالحي: أخطأ من قال
ذلك.. لقد وردت النصوص بجواز التقبيل، بل واستحبابه في مواضعه.. فقد روي أن قوما
من اليهود قبلوا يد النبي (ص) ورجليه([1080]).
وعن عائشة قالت: ما رأيت
أحدا كان أشبه حديثا برسول الله (ص) من
فاطمة كانت إذا دخلت عليه قام إليها ورحب بها وقبلها، وأجلسها في مجلسه، وكان إذا
دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده، ورحبت به، وقبلته وأجلسته في مجلسها، فدخلت عليه
في مرضه الذي توفي فيه فرحب بها وقبلها([1081]).
قال رجل من الجمع: حدثنا
عن السنة في عيادته (ص) للمرضى.. فنحن
نعلم أن عيادة المريض سنة، ولكنا لا نعرف آداب ذلك.
قال الصالحي: بوركت في
ذكرك لهذه السنة العظيمة.. فقد كان رسول الله (ص) يكثر
من الحث عليها.. وكان يمارسها في حياته.. وقد وردت الأحاديث الكثيرة بذلك..
وسأكتفي بذكرها لكم، فهي خير معبر عن سنة رسول الله (ص) في ذلك.
منها ما حدث به جابر قال:
دخل رسول الله (ص) على أم السائب
وهي ترفرف، فقال: ما لك؟ فقالت: الحمى ـ أخزاها الله تعالى ـ فقال رسول الله (ص): (لا تسبيها فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب
الكير خبث الحديد)([1082])
وعن فاطمة الخزاعية قالت:
عاد رسول الله (ص) امرأة من الأنصار
وهي وجعة، فقال لها: (كيف تجدينك؟) قالت: بخير إلا أن أم ملدم قد برحت بي، فقال
رسول الله (ص): (اصبري فإنها تذهب خبث
ابن آدم، كما يذهب الكير خبث الحديد)([1083])