وعن حذيفة قال:
كنا إذا حضرنا مع رسول الله طعاما
لم يضع أحد منا يده حتى يبدأ رسول الله فيضع
يده، ولقد حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام،
فأخد رسول الله يدها ثم جاء
أعرابي كأنما يدفع فذهب ليضع يده في الطعام فأخذ بيده، فقال رسول الله : (إن الشيطان يستحل الطعام الذي لا يذكر اسم الله
عليه، وإنه جاء بهذه يستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء هذا الأعرابي يستحل بفأخذت
بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع أيديهما)([1012])
وكان يأكل بيمينه،
ويتشدد في ذلك، فعن جابر أن رسول الله (ص) نهى
أن يأكل الرجل بشماله، أو يمشي في نعل واحدة، أو يشتمل بالعمامة أو يحتبي في ثوب
واحد كاشفا عن فرجه([1013]).
وكان
(ص) يقتصر في أكثر الأحوال على الأكل بثلاث
أصابع، وكان يلعقهن إذا فرغ، ويأمر بلعق الصفحة.. فعن عامر بن ربيعة أن رسول
الله (ص) كان يأكل بثلاث أصابع، ويلعقهن إذا فرغ([1014]).
وكان
(ص) يأكل مما يليه إذا كان جنسا واحدا، وينهى
عن الأكل من وسط القصعة.. فعن عمرو بن أبي سلمة قال: (كنت غلاما في حجر رسول
الله (ص)، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله (ص):
(يا غلام سم اسم الله تعالى، وكل بيمينك، وكل مما يليك)، فما زالت تلك طعمتي([1015]).
وكان (ص) يمسح يديه بالحصباء بعد فراغه من الطعام..
فعن جابر أنه سئل عن الوضوء مما مست النار قال: (كنا في زمن النبي (ص) وقليلا ما نجد الطعام، فإذا وجدناه لم يكن لنا
مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثم نصلي ولا نتوضأ)([1016])
وكان
(ص) يحمد الله بعد انتهائه من طعامه.. فعن
أبي سعيد الخدري أن رسول الله (ص) كان إذا فرغ من طعامه
ـ وفي لفظ: إذا أكل أو شرب ـ قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وأسقانا، وجعلنا مسلمين)([1017]).