هذا
الدقيق فاخبزوه، واطبخوا وأثردوا عليه)، قال: وكانت للنبي قصعة يقال لها الغراء، يحملها أربعة رجال، فلما
أصبح أتي بتلك القصعة، والتقوا عليها فإذا أكثر الناس حتى رسول الله ، فقال أعرابي ما هذه الجلسة؟ فقال رسول الله : (إن الله تعالى جعلني عبدا كريما، ولم يجعلني
جبارا عنيدا)، ثم قال رسول الله : (كلوا
من جوانبها، ودعوا ذروتها يبارك لكم فيها)، ثم قال: (خذوا فكلوا فوالذي نفسي بيده
لتفتحن عليكم أرض فارس والروم حتى يكثر الطعام فلا يذكر عليه اسم الله تعالى)([1006])
وكان من تواضعه (ص) أنه لم يكن يأكل متكئا.. فعن أبي جحيفة أن رسول الله (ص) قال لرجل عنده: (لا آكل متكئا) ([1007])
قلت: لقد سمعت بأنه أكل
متكئا في بعض المواقف.
قال: ذلك مثله شربه
قائما.. فهو للضرورة، أو لرفع الحرج.. ومما روي في أكله متكئا ما حدث به خباب قال:
(رأيت رسول الله (ص) يأكل قديدا في
طبق متكئا، ثم قام إلى فخارة فيها ماء فشرب)([1008])
ومثل
ذلك ما روي من أكله ماشيا.. فعن ابن عباس أن رسول الله (ص)
دخل حائطا لبعض الأنصار، فجعل يأكل الرطب فيأكل وهو يمشي وأنا معه([1009]).
قلت:
فما كانت آدابه في الأكل غير ما ذكرت؟
قال: كان (ص) يبدأ بغسل يديه وفمه قبل الأكل، ويفعل ذلك بعد
انتهائه منه، ويأمر به.. فعن سلمان قال: (قرأت في التوراة أن بركة الطعام
الوضوء قبله، فذكرت ذلك للنبي (ص) فقال:
(بركة الطعام بالوضوء قبله والوضوء بعده)([1010])
وكان
(ص) يسمي الله عند إرادته الأكل، وكان يتشدد
في ذلك، بل كان يقبض يد من لم يسم عند الأكل.. فعن رجل خدم رسول الله (ص)
قال: (كان رسول الله (ص) إذا قرب إليه طعامه
قال: (باسم الله)([1011])