ومن
ذلك شربه العسل.. فعن أنس قال: سقيت رسول الله (ص) في
هذه القدح الشراب كله: العسل واللبن والماء المخلوط بالعسل([1002]).
وعن عائشة قالت: أتى رسول
الله (ص) بقدح فيه لبن وعسل فقال:
(شربتين في شربة، في قدح، لا حاجة لي به، أما أني لا أزعم أنه حرام، أكره أن
يسألني ربي عن فضول الدنيا، أتواضع لله فمن تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه
الله، ومن اقتصد أغناه الله، ومن ذكر الموت أحبه الله)([1003])
وعنها قالت: كان أحب
الشراب إلى رسول الله (ص) الحلو البارد([1004]).
قلت:
حدثتني عن شرابه.. فحدثني كيف كان يشرب؟
قال: شرب رسول الله (ص) قاعدا وقائما.. فعن ميسرة قال: رأيت عليا
يشرب قائما، فقلت له: تشرب قائما؟ قال: إن أشرب قائما فقد رأيت رسول الله (ص) يشرب قائما، وإن أشرب قاعدا فقد رأيت رسول الله (ص) يشرب قاعدا([1005]).
قلت: فما تقول في النصوص
التي ورد النهي فيها عن الشرب قائما؟
قال: الأصل في شربه (ص) هو شربه قاعدا.. وهو ما دل عليه الحديث القولي..
قلت: فعلام تحمل الأحاديث
التي وصفت فعله؟
قال: يحتمل ذلك وجوها:
منها أنه شرب قائما للضرورة.. ومنها أنه شرب قائما للترخيص في ذلك، ورفع الحرج على
من فعله.
قلت: حدثتني عن هيئة شربه،
فحدثني عن هيئة أكله.
قال: كان رسول الله (ص) من أعظم الناس تواضعا.. فعن عبد الله بن بسر أنه
أهدى لرسول الله (ص) شاة، والطعام
يومئذ قليل، فقال لأهله: (اطبخوا هذه الشاة، وانظروا إلى