وقال سعد: (اشتكيت بمكة
فدخل علي رسول الله (ص) يعودني فوضع يده
على جبهتي فمسح وجهي وصدري وبطني فما زلت يخيل إلي أني أجد برد يده على كبدي حتى
الساعة) ([909])
قلت: فحدثني عن صفة رجليه.
قال: لقد وصفهما هند بن
أبي هالة: (كان رسول الله (ص) شثن الكفين
والقدمين سائل الأطراف سبط القصب خمصان الإخمصين([910])مسيح
القدمين([911])ينبو
عنهما الماء)([912])
التفت الصالحي إلى ابنه،
وقال: أنشدنا بعض ما قيل في قدمه (ص).
أخذ ابنه يترنم بصوت عذب
بقول الشاعر:
يا رب
بالقدم التي أوطأتها من قاب قوسين المحل الأعظما
وبحرمة
القدم التي جعلت لها كتف البرية في الرسالة سلما
ثبت
على متن الصراط تكرما قدمي وكن لي منقذا ومسلما
واجعلهما
ذخري ومن كانا له أمن العذاب ولا يخاف جهنما
قلت: فحدثني عن طوله.
[905] سائل الأطراف: من السيلان أي ممتدها، يعني أنها طوال
ليست بمتعقدة ولا منقبضة، ورواه بعضهم بالنون بدل اللام فقال: سائن، قال ابن
الأنباري: وهما بمعنى تبدل اللام من النون، أي طويل الأصابع.
[910] خمصان: الإخمص من القدم الموضع الذي لا يلصق بالأرض
منها عند الوطء والخمصان المبالغ فيه، أي ذلك الموضع من أسفل قدميه كان شديد
التجافي عن الأرض جدا.
وسئل ابن الأعرابي عنه فقال: إذا كان خمص الإخمص بقدر
لم يرتفع عن الأرض جدا ولم يستو أسفل القدم جدا، فهو أحسن الخمص بخلاف الأول.
[911] مسيح القدمين: أي ملساوان لينتان ليس فيهما تكسر ولا
شقاق فإذا أصابهما الماء نبا عنهما سريعا لملاستهما فينبو عنهما ولا يقف.