في
فمها، فأكلته فلم يعلم منها بعد ذلك الأمر الذي كانت عليه من البذاء والذرابة ([876]))([877])
وقالت أم عاصم ـ امرأة
عتبة بن فرقد ـ: كنا نتطيب ونجهد لعتبة بن فرقد أن نبلغه، فما نبلغه، وربما لم يمس
عتبة طيبا، فقلنا له فقال: (أخذني البثر على عهد رسول الله (ص)، فأتيته، فتفل في كفه، ثم مسح جلدي، فكنت من أطيب
الناس ريحا)([878])
التفت الصالحي إلى ابنه،
وقال: أنشدنا ما قالت الشعراء في هذا.
قال: لقد قال بعضهم يمدح (ص) بهذا:
بحر من
الشهد في فيه مراشفه ياقوت من صدف فيه جواهره
قلت: فحدثني عن لحيته.
قال: لقد وصفها علي فقال:
(كان رسول الله (ص) عظيم اللحية)([879])
ووصفها سعد فقال: (كان
رسول الله (ص) شديد سواد الرأس اللحية)([880])
قلت: لعل الذين وصفوا سواد
شعره لم يدركوه، وقد بلغ الستين، تلك السن التي يشتعل فيها الرأس شيبا..
ابتسم، وقال: بل إن الشيب
يبدأ دون ذلك بكثير.. ولكن النبي (ص) لم
يحصل له من الشيب إلا القليل، بل إن الروايات تكاد تحصي عدد ما شاب من شعره (ص).
فعن أنس قال: (ما كان في
رأس رسول الله (ص) ولا لحيته إلا
سبع عشرة أو ثماني عشرة شعرة بيضاء)([881])
وعنه قال: (ليس في شعر
رسول الله (ص) ولحيته عشرون شعرة بيضاء)([882])
قلت: فحدثني عن وجهه.
[876] الذرابة: الفحش، والبذاء في المنطق: السفه والفحش.