أنظر إليه والقمر فلهو
أحسن في عيني من القمر([816]).
وقال آخر: كان رسول الله (ص) أحسن الناس صفة وأجملها([817]).
وقال آخر: ما رأيت شيئا قط
أحسن من رسول الله (ص) كأن الشمس تخرج
من وجهه([818]).
وقال آخر: لم يقم رسول
الله (ص) مع شمس قط إلا غلب ضوؤه
ضوء الشمس، ولم يقم مع سراج قط، إلا غلب ضوؤه ضوء السراج([819]).
روى الصالحي هذه الأحاديث،
ثم نادى ابنا له، فجاء، وهو لا يقل عن أبيه هيبة وجمالا، فسلم علي، وحياني وكأنه
يعرفني من قديم، قال لي الصالحي: إن ابني هذا شاعر.. وقد آثر أن لا يمدح بشعره
أحدا غير رسول الله (ص).. وأن لا يروي
شعرا إلا في رسول الله
قال ذلك، ثم التفت إلى
ابنه، وقال: أنشدنا بعض ما قيل في مدح رسول الله (ص).. فقد
كنا نتحدث عن صورته (ص)..
استغرق الابن خاشعا، وكأنه
يريد أن يرى الصورة التي يريد أن يعبر عنها، ثم قال يترنم بخشوع:
لم لا
يضئ بك الوجود وليله فيه صباح من جمالك مسفر
فبشمس
حسنك كل يوم مشرق وببدر وجهك كل ليل مقمر
طربت لإنشاده، فقال:
سأنشدك بعض ما قال البوصيري في جماله (ص).. فقد
كان للبوصيري من الحس والذوق ما استطاع أن يعبر به عما قصر غيره في التعبير عنه،
لقد قال:
فَهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصورَتُهُ ثم
اصطفاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَم
مُنَزَّهٌ
عن شريكٍ في محاسِنِهِ فجوهر الحُسنِ فيه غيرُ منقَسِمِ