أشار الصالحي إلى
ابنه بالسكوت، فسكت بأدب جم، فتوجه الصالحي إلى، وقال: لاشك أنك ككل الناس تحب
التفاصيل.. فلا يكفي أن نقول عن شيء: إنه جميل.. فقد يكون جميلا في عيون، دميما في
غيرها..
ولذلك سأذكر لك.. وأذكر
لأولئك الحاقدين الصورة الحقيقية لجسم رسول الله (ص).. والتي
أرادوا تشويهها بما أوحته لهم به الشياطين.. فسلني ما بدا لأرسم لخيالك ما يريد أن
يعرفه عن صورة رسول الله (ص).. ولن أذكر لك
ذلك إلا مدعما بالشهود الكثيرين الذين عاشوا مع رسول الله (ص) أو رأوه عن قرب([820]).
بادرت قائلا: أخبرني عن
لونه.. فاللون هو أول ما يشد انتباه الناظر.
قال: لقد وصفه بعض
الصحابة، فقال: (كان رسول الله (ص) أزهر
اللون([821])، ليس
بالآدم ولا بالأبيض الأمهق([822])([823]) .. وقال
آخر : (كان رسول الله (ص) أبيض مشربا([824])
بحمرة)([825]) .. وقال
آخر : ان رسول الله (ص) أزهر اللون، ليس
بالأبيض الأمهق([826]).
التفت إلي، وقال: فهذه
الأحاديث وغيرها تدل على أن رسول الله (ص) كان
أبيض اللون، وكان بياضه مشربا بحمرة.
قلت: عرفت لونه.. فحدثني
عن شعره.
قال: لقد وصفه علي وهند بن
أبي هالة فقالا: (كان رسول الله (ص) عظيم
الهامة([827])،
[820] أفرد الحافظ أبو الخطاب ابن دحية كتابا سماه:
(الآيات البينات فيما في أعضاء رسول الله (ص) من المعجزات) وصف فيه منظره الشريف
(ص).. وقد لخص هذا الكتاب
الصالحي في موسوعته (سبل الهدى).. وسنلخص بدورنا مع بعض التصرف ما ذكره الصالحي.
[821] الأزهر: الأبيض المستنير المشرق وهو أحسن الألوان أي
ليس بالشديد البياض.
[822] الأمهق: الشديد البياض الذي لا يخالطه شئ من الحمرة
وليس بنير كلون الجص أو نحوه.