قال: سيقول أولئك
الحاقدون: إن ما نذكره احتمال من الاحتمالات، ولا يحق لكم أن تفندوه، أو أن تنكروه
إنكارا كليا.. بل ربما يستندون إلى النصوص التي تدل على أن الله لا ينظر إلى أجسام
العباد، بل ينظر إلى قلوبهم وأعمالهم، فيستدلوا بها على أن محمدا (ص) كان معقدا من صورته، فلذلك ذكر ما ذكر من شأن
الصور.. ألا تراهم يستخدمون هذا المنهج في تقرير ما يريدونه من حقائق؟
قلت: صدقت.. ربما يقال
ذلك.
قال: فلذلك لم يدع الله
الفرصة لهؤلاء.. لقد وعد الله نبيه بأن يعصمه من الناس، وهذا من العصمة من الناس.
قلت: لقد ملأتني شوقا
للتعرف على صورة محمد.. فحدثني أحاديث ذلك.
قال: لقد اتفق كل من وصف
رسول الله (ص) على أنه في غاية الجمال..
لقد قال عبد الله بن
رواحة في وصفه:
لو لم
تكن فيه آيات مبينة لكان منظره ينبيك بالخبر
وقال بعض أصحابه يصفه: لم
أر شيئا أحسن من رسول الله (ص) ([811]).
وقال آخر: كل شئ حسن قد
رأيت، فما رأيت شيئا قط أحسن من رسول الله (ص) ([812]).
وقال آخر: كان رسول الله (ص) أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب([813]).