بعد أن حدثني بأحاديث
تطيبه (ص).. وهو حينها يملأ أنفي بكل
ما يستلذه من ألوان العطور، جلس على كرسي مقابل لي، وقال: في رحلتك إلى محمد.. وفي
الأحاديث التي بثت لك عنه.. ألم يخطر ببالك أن تمتع بصرك برؤيته؟
قلت: بلى.. لقد حصل ذلك
كثيرا.. ولكن أنى ذلك، ولم يكن في عهد محمد ما في عهدنا من آلات التصوير.
قال: بلى.. لقد كان في عهد
محمد آلات تصوير دقيقة.
قلت: ما بك يا رجل.. لقد
كنت قبل حين من أعقل الناس.. فأين ذهب عقلك؟
قال: لقد كان من شدة محبة
المحيطين بالنبي (ص) أنهم لم يتركوا
صغيرة ولا كبيرة ترتبط بصورته (ص) إلا
صوروها بألسنتهم البليغة.. ولذلك لا يصعب على خيالك أن يقرب لك صورة رسول الله (ص).
قلت: وما يجدي ذلك؟
قال: كل شيء يرتبط برسول
الله يجدي.. لقد رأيت قوما من الذين نذروا حياتهم لسب الشمس وتشويه جمالها يرسمون
صورة لشياطين نفوسهم، ثم ينسبوها إلى محمد (ص)..
ويقولون للناس: هذه هي صورة محمد..
ترى لو لم يرو أولئك
المحبون تلك الأحاديث التي رسمت صورته (ص).. هل
في إمكان أحد في الدنيا أن يرد على أولئك الحاقدين؟
قلت: قد يرد عليهم بأنهم
لم يروه، فلا يحق لهم أن يصوروه.