responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 370
لقد خلق الله الموازين، والكامل هو الذي راعى تلك الموازين، فلم يضيع ولم يطفف.

قلت: إن ما نطقت به حكمة لا يحق لي أن أجادلك فيها.. ولكني أسألك: كيف ظهر لك أن تخاطبني بمثل هذا؟

قال: ألست تبحث عن الإنسان الكامل؟

قلت: بلى.. وأحسبني وجدته.

قال: لن تعرفه حتى تعرف أنه بشر.. هو بشر كالبشر.. ولكنه يوحى إليه.

قلت: هل من الضروري أن يكون بشرا؟

قال: نعم.. لو لم يكن بشرا ما كان إنسانا.. ولقال آخر الناس: (إن هذا من عالم آخر، فلا يحق له أن يكون الكامل من بيننا)

قلت: وما تعني البشرية؟

قال: تعني حفظ حقوق الطين.. فالطين الذي خلقه الله لم يخلقه عبثا، بل هو طين محترم، ولا يصير الإنسان كاملا حتى يحترمه.

قلت: إنه يخوض بذلك في الدنيا خوضا.

قال: لا.. إن روحانية العارف والعابد والورع والزاهد تلطف من طينية الطين، فتحولها أنوارا خالصة.

قلت: لكأني بك صحبتني في رحلتي إلى محمد.. فمن أنت؟

قال: أنا رجل من أحباب محمد.. ومن ورثة محمد.. ملأ الله من حب محمد قلبي، فرحت أبحث في دفاتر الوراقين عن كل صغيرة وكبيرة ترتبط به لأعيشها.

قلت: سواء كانت من الدين أو من الدنيا!؟

قال: سواء كانت من الدين أو من الدنيا.. لقد قلت في نفسي: (لن يكمل في الدين إلا من كمل في الدنيا).. فلذلك سرت خلفه، وأنا أعلم أنه لن يهديني إلا إلى خير.

قلت: ولكني أراك تلبس لباسا عصريا.. ومحمد (ص) كان يلبس قميصا، وأرى رأسك عارية، ومحمد (ص) كان يعتم بعمامة.. وأرى في يدك ساعة.. ومحمد (ص) لم تكن في يده.. وأرى لحيتك خفيفة لا تكاد تظهر، ومحمد (ص) كان صاحب لحية كثيفة.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست