قال: أجل.. فالذي يعرّض
فطرة النوم للخلل يتسبب حتماً بتعريض غيرها للخلل، ومن غير أن يشعر ابتداء، ولكنه
سيكتشف ذلك انتهاء، وبعد فوات الأوان، لأن هذه العادة تصبح نوعاً من أنواع الإدمان
الذي يصعب الإقلاع عنه.
ولهذا فإن كثيراً من هؤلاء
قد يلجؤون في النهاية إلى استعمال العقاقير المنومة والمهدئة بعد أن تكون الأعصاب
قد أصبحت في حالة شديدة من التوتر بسبب الافتقار إلى النوم الفطري المريح.
ومما لا شك فيه أن التوتر
العصبي أو التشنج ينعكس سلباً على عمل القلب والجهاز الهضمي والتنفس، ويسبب
أمراضاً خطيرة.. ففي الولايات المتحدة يعاني نصف الأمريكيين من الأرق واضطرابات
النوم، وقد ازدادت هذه النسبة عما كانت عليه.
وقد ذكر الدكتور آلن باك
المدير الطبي للمؤسسة الوطنية لأمراض النوم ـ الذي أشرف على استطلاع خلص إلى
النتيجة المذكورة ـ سبب هذا الأمراض قائلاً: (إن طبيعة الحياة المعقدة في المجتمع
الحديث قد أفقدت الكثيرين قدرتهم على التمتع بالنوم.. بسبب زحمة العمل وتوتر
الأعصاب)([750])
قلت: عرفت فوائد تعجيل
النوم.. فما فوائد تعجيل الاستيقاظ؟
قال: أول فائدة هي أننا
نطبق سنة رسول الله (ص).. فقد حث كثيرا
على التبكير، ففي الحديث قال (ص): (اللهم بارك
لأمتي في بكررها)([751])، وكان
رسول الله (ص) إذا بعث سرية بعثها أو ل
النهار.
قلت: التبكير شيء اعتباري،
فمنا من يستيقظ وقت الضحى، ثم يزعم أنه بكر.
قال: ذلك تبكير المفاليس،
أما تبكير المؤمنين، فيبدأ من الفجر، لقد ورد في الحديث قوله (ص): (من صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كله)([752])،
وقوله (ص): (من صلّى الفجر فهو في
ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته)، ومعنى في ذمة الله: أي في حفظه وكلاءته
سبحانه وتعالى.