سألت بعضهم عن سر
هذا التنظيم، فقال: ليس هذا تنظيمنا.. هذا تنظيم رسول الله .. لقد كان من سنة النبي أن ينام بعد صلاة العشاء، وكان يكره النوم قبلها،
ويكره الحديث بعدها([746]).
بل كان يشتد في ذلك، فقد
قال (ص): (لا سمر إلا لمصل أو
مسافر)([747])،
ويقول: (إياك والسمر بعد هدأة الرجل، فإنكم ما تدرون ما يأتي الله في خلقه)([748])
ولم يرخص في السهر إلا
لضرورة.
قلت: ألم يخبركم الوارث عن
أسرار ذلك؟
قال: بلى.. وما كان ليكون
وارثا لو لم يبحث في أسرار ذلك.. لقد ذكر أن تلك الساعة التي اختارها رسول الله (ص) لنومه ونوم أمته هي الساعة التي يدق فيها جرس
الجسم والكون يطلبون النوم، فمن نام في تلك الساعة استفاد ما لم يستفد في غيرها.
قلت: كيف هذا؟
قال: لقد ذكر لنا أن
الساعة البيولوجية التي خلقها الله فينا تجعلنا ننام في تلك الساعة ليقوم الجسم
بوظائف أخرى لا يكمل أداؤها ونحن مستيقظون.
وذكر لنا أن الأطباء
يؤكدون أن أهنأ نوم هو ما كان في أو ائل الليل، وأن ساعة نوم قبل منتصف الليل
تعدل ساعات من النوم المتأخر.
وذكر لنا أن البروفسور أو
زولد قال: (إذا كنت تريد أن تنام بسرعة حين تخلد إلى النوم فانهض باكرا في الصباح،
وافعل ذلك بانتظام، فبذلك تحصل على أفضل أنواع النوم، وتكون أكثر سعادة وأعظم
نشاطا طوال النهار)([749])
قلت: ولكن متى يتفرغ الناس
للتفرج على الأفلام والمسلسلات والمباريات والأحاديث والمأكولات..
قال: لقد ذكرت لك سنة
نبينا.. ولكل قوم سنتهم.. إن مواقيت النوم التي اختارها من ذكرت تترتب عليها
الكثير من المضار الصحية والنفسية والعصبية والاقتصادية