responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 18
شعرت بقناعة تغمرني لما قاله، لكني وجدتني أسأله من غير أن أشعر: لقد ذكرت لي نفسي الورثة.. فمن الورثة؟

قال: الوارث هو الذي اصطبغ بصبغة رسول الله (ص) حتى صار دليلا عليه..

قلت: هل يمكن أن يصل الشخص إلى هذه المرتبة؟

قال: أجل.. بل إن مثل هؤلاء لا يمكن أن تخلو منهم الأرض.. فالله تعالى قد جعل بحكمته ورحمته ولطفه بعباده من يمثل في كل زمن من الأزمان رسول الله (ص) ليتحقق بذلك قوله تعالى:﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (لأنفال:33)

فقد جعل الله وجود رسول الله (ص) أمانا للأرض.. وهكذا وجود ورثته.. ولهذا لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض (الله الله)([5])

قلت: أراك تتحدث عن حقائق عالية.. فمن علمك علومها؟

قال: الوارث.

قلت: الوارث!؟.. هل ظفرت به؟

قال: لقد أظفرني الله به.. وهداني إليه.

قلت: فحدثني حديث ذلك..

ثم استدركت أقول: نسيت.. إن حديثنا اليوم عن (النبي الإنسان).. فلذلك دعنا نؤجل الحديث عن الوارث إلى ما بعد الانتهاء من رحلتك إلى شمس محمد (ص).

قال: لقد كان الوارث هو دليلي إلى النبي الإنسان.. كما كان الحكيم دليلي إلى النبي المعصوم.. ولذلك فإن حديثي عن الوارث لا يخرج عن الحديث عن رسول الله (ص).. بل إن الوارث هو أعرف الناس بكمالات رسول الله.. ولذلك لا يصح أن ننال معارفنا عن رسول الله من غيره.

قلت: فحدثني حديث ذلك..

***

اعتدل الغريب في جلسته، وحمد الله، وصلى وسلم على نبيه (ص) مستغرقا في كل


[5] نص الحديث: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله) رواه مسلم والترمذي وغيرهما.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست