responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 69
فكَّرت منطقيّاً بأنَّ ذاك الإله الَّذي يمكن أن يستخدم قدرته لخلق الكائنات البشريَّة الَّتي يجب أن تكون ـ في سابق علمه وتقديره ـ مُعذَّبةً للأبد، لابدَّ أنَّه ليس حكيماً، أو مُحِبّاً ـ سبحانه وتعالى عمَّا يصفون علوّاً كبيراً ـ فمستواه لابدَّ وأن يكون أقلَّ من الكثير من البَشَر، ومع ذلك واصلت الاعتقاد بوجود الله تعالى، ولكنِّي لم أكن راغباً بقبول الفهم السائد للتعاليم الَّتي تقول بالوحي الإلهيِّ للرِّجال، فحوَّلت اهتمامي للتَّحقيق في الأديان الأخرى، ممَّا أشعرني بالحيرة فقط.

وكَبُرَت في داخلي رغبةٌ جديَّةٌ للخضوع للإله الحق وعبادته، ومع أنَّ المذاهب المسيحيَّة تدَّعي أنَّها أُسِّسْت على الإنجيل إلَّا أنَّني وجدتها متناقضة، فهل من الممكن أنَّ الإنجيل وتعليم السيِّد المسيح ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ كانا مُحرَّفيْن؟!

لذلك صببت اهتمامي ـ وللمرَّة الثانية ـ على الإنجيل، وصمَّمت أن تكون الدِّراسة عميقة، وشعرت بأنَّه كان هناك شيء ناقص وصمَّمت على فعل ذلك لنفسي، بغضِّ النظر عن مذاهب البشر، فبدأت أتعلَّم بأنَّ النَّاس يمتلكون الرُّوح، وقوَّةً ما غير مرئيَّةٍ، وهي خالدة، وأنَّ الآثام سيُعاقَب عليها في هذا العالم وفي العالم الآخر، وأنَّ الله تعالى برحمته وإحسانه يمكنه دوماً أن يغفر ذنوبنا إذا ما تبنا إليه حقّاً.

ولإدراكي أهميَّة البحث العميق والعيش على مستوى الحق، ولكي أجد الجوهرة الثمينة، كرَّست وقتي مرَّهً أخرى لدراسة الإسلام. كان هناك شيئٌ في الإسلام شدَّني في ذلك الوقت.

وفي زاويةٍ مغمورةٍ -بالكاد معروفة- من قرية (إتشرا) كنت مكرِّساً وقتي وعبادتي لله العظيم بين أدنى طبقات المجتمع مع رغبةٍ صادقةٍ لرفعهم إلى مستوى معرفة الإله الحقِّ والواحد، ولغرس الشعور بالأخوَّة والطَّهارة.

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست