وجهدي له، ومن ذلك
دراسة سيرة النبي محمد (ص)، ولم أكن أعلم
إلا القليل النادر عنه، برغم أن المسيحيين أجمعوا على إنكار هذا النبي العظيم الذي
ظهر في الجزيرة العربية.
ولم يمض بي وقت طويل حتى أدركت أنه من المستحيل أن
يتطرق الشك إلى جدية وصدق دعوته إلى الحق وإلى الله.
ثم أخذ يكرر هذا المعنى، وهو يقول: (نعم شعرت أنه
لا خطيئة أكبر من إنكار هذا الرجل الرباني بعد أن درست ما قدمه للإنسانية، وجعل من
المسلمين أقوى مجتمع رفيع يعاف الدنايا.. إني غير مستطيع أن أحصي ما قدمه هذا
الرسول من جليل الأعمال)
بعدها تساءل في ألم ووجوم قائلاً: (أمام كل هذا
الفضل وهذا الصفاء.. أليس من المحزن الأليم حقاً أن يقدح في شأنه المسيحيون وغيرهم
!؟)
وقد حانت لي فرصة للاستماع إليه في جمع كان قد دعي
إليه، وكان من أقواله في ذلك الجمع: أشعر بعميق الامتنان على إتاحة هذه الفرصة لي
لأُعبِّر فيها ببعض الكلمات عمَّا دفعني لإعلان إسلامي، لقد تربَّيْت تحت تأثير
أبويْن مسيحيَّيْن. وأصبحت في سنوات عمري المبكِّرة مهتمًّا بعلم اللاهوت. فشاركت
بنفسي في الكنيسة الإنجليزيَّة، واهتممت بالعمل التبشيريِّ دون أن يكون لي فيه
مشاركةً فعليَّة.
وقبل بضع سنواتٍ مضت انصبَّ اهتمامي على عقيدة
(العذاب الأبدي)([24])لكلِّ
البشريَّة عدا بعض المختارين، وأصبح الأمر بالنِّسبة لي مقيتاً جداًّ بحيث صار
يغلب عَلَيَّ الشكُّ، فقد
[24] في رسالة
(أسرار الأقدار) للمؤلف توضيحات كثيرة حول هذه الناحية، وهي كافيه ـ بفضل الله ـ
في رد جميع الشبهات المثارة حول هذا الموضوع.