من أول الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (اللورد جلال الدين برانتون)، فسألت الغريب عنه، فقال: هذا رجل أشهر من
نار على علم.. وقد كان باروناً إنجليزيًّا، ورجلاً ذا شعبيَّةٍ كبيرةٍ وسمعةٍ
عريضة.. وقد أتمَّ دراسته في جامعة أكسفورد.. وقد حدثني حديثه الأستاذ محمد كامل
عبدالصمد([23])،
فقال: ولد ونشأ بين أبوين مسيحيين.. وولع بدراسة اللاهوت وهو في سن مبكرة، وارتبط
بالكنيسة الإنجليزية، وأعطى أعمال التبشير كل اهتمامه.
وحدث ذات يوم أن زاره صديق هندي مسلم تحدث معه في
موضوع العقائد المسيحية ومقارنتها بالعقيدة الإسلامية، وانتهت الزيارة، إلا أنها
لم تنته في نفسه، فقد أثارت انفعالاً شديداً في ضميره وعقله، وصار يتدبر كل ما قيل
فيها من جدال، مما دفعه إلى إعادة النظر في العقائد المسيحية.
وقد عبر عن ذلك، فقال: عندئذ قررت أن أبحث بنفسي،
متجاهلاً عقائد الناس، بعد أن أيقنت بضرورة البحث عن الحقيقة مهما طال المدى في
هذا السبيل، ومهما كان الجهد، حتى أصل لمزيد من المعرفة بعد أن قيل إن الإنجيل
وتعاليم المسيح قد أصابها التحريف..
فعدت ثانياً إلى الإنجيل أوليه دراسة دقيقة، فشعرت
أن هناك نقصاً لم أستطع تحديده.. عندئذ ملك عليّ نفسي رغبة أن أُفرغ كل وقتي
لدراسة الإسلام.. وبالفعل كرست كل وقتي
[23] انظر: كتاب
(الجانب الخفي وراء إسلام هؤلاء) لمحمد كامل عبد الصمد.