وتحدث عن الأثر العظيم الذي قام به الإسلام في
التأليف بين الأمم المختلفة، فقال: (إن النزعة التي تصبغ كل شيء بصبغة الدين والتي
امتاز بها الإسلام منذ أيامه الأولى، جعلته مدة تزيد على اثني عشر قرنًا دينًا
متمكنًا في إمبراطوريات انمحت فيها القوميات وكان هو فيها أكبر قوة تعمل على
تماسكها.. لقد حاز الإسلام فضلاً لا سبيل لإنكاره بأنه عمل على حل مشكلة التفاهم
بين الأمم وهو فضل لا يجحده حتى غير المسلم ممن يتبع دينًا آخر ويعتنق فكرة أخرى
في الحياة)([538])
من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (كويلر يونغ) ([539])،
فسألت الغريب عنه، فقال: هذا رجل صادق من قومنا.. وقد أنطقه الله بشهادات تمتلئ
صدقا.. سأورد لك بعضها:
فمنها حديثه عن أثر الإسلام في تقدم المجتمعات
البشرية، قال: (إن الإسلام قد أسهم بصفة فعالة في تقدم الجماعة الإنسانية، وقد
استبدل بالنظام القبلي الذي ورثه – والذي يقوم على رابطة الدم – نظام الجماعة المشتركة في العقيدة والتي يقوم
ترابطها الاجتماعي على أساس من الأخوة والمساواة)([540])