من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (ج. ك. بيرغ) ([535])،
فسألت الغريب عنه، فقال: هذا رجل فاضل من قومنا أراه الله بعض محاسن الإسلام، فراح
يبشر بها.
فقد تحدث عما يختزنه النظام الإسلامية من حرية
وعدالة ومساواة، فقال: (لا حاجة بنا إلى الإطناب في بيان المميزات الخاصة بالإسلام
ولا في بيان اختلافه العظيم عن الهندوكية.. إن نظام الطوائف الذي تحيا به
الهندوكية أو تموت لا أثر له في الإسلام، دين الديمقراطية، وقد استمد قوته على
الدوام من حبّ الجماهير له حبًا حماسيًا. إن الإسلام يعرف كيف يجعل له في قلوب الناس
مكانًا وأن معتنقيه ليفخرون به.. وليس هناك كاهن يشرف على الحياة الدينية. وإن
إجماع المسلمين على اختلاف الرأي رحمة من الله، هذا الإجماع الذي يستلفت النظر
بلينه وتسامحه ويبرهن لنا برهانًا جديرًا بالذكر على حاجة المسلمين السائدة إلى
توحيد الكلمة، يؤيده عدم وجود سلطة معينة ترغم الناس على رأيها)([536])
وتحدث عن أثر الحج في وحدة المسلمين، فقال: (إن
الحج المفروض على كل مسلم أن يقوم به مرة في حياته إن استطاع إليه سبيلا.. وأثر
اللغة العربية في العمل على الوحدة، وتشابه طرق التعليم في كل العالم الإسلامي، كل
هذه العوامل جعلت فكرة الوحدة الإسلامية باقيةً في المكان الأول، حتى بعد أن تم
تمزق إمبراطورية الخلفاء إلى ولايات مختلفة)([537])
[535] ج. ك. بيرغ:
عمل أستاذًا في جامعة ليدن، وانصب اهتمامه على تاريخ الصوفية في الإسلام، وكتب أبحاثًا
عديدة عن جلال الدين الرومي وغيره.