قال: أن لا تمده بالمعونة التي تجعله يحاربك بها..
هذا هو وحده إطار البراء الذي يرسمه القرآن.. وهو لا يمنعك من أن تدعوهم، وتحب لهم
من الخير ما تحبه لكل مؤمن، بل تحزن لهم إن ماتوا وهم لا يعرفون الله.
قلت: إنك تقضي بهذا على مفهوم البراء الذي ينشره
كثير من قومنا.
قال: بسوء فهمهم.. وببعدهم عن القرآن.. وعن شمس
محمد (ص).
قلت: ولكن محمدا (ص) حارب
الكفار.
قال: ولكنه كان يحب لهم كل الخير.. بل يحزن عليهم..
بل كاد يقتله الحزن عليهم.. ألم تقرأ قوله تعالى:﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ
عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6)،
وقوله تعالى:﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)
(الشعراء:3).. وهو في حربه لهم كان يدافع عن دينه، وكم تمنى أن لا يريق دما من
دمائهم.. ولولا أنهم اضطروه لذلك ما حمل عليهم سيفا.
قلت: صدقت في هذا.. وفي القرآن الآيات الكثيرة
الدالة على ما ذكرت.. وفي حياة الرسول (ص)
النصوص الكثيرة المؤيدة لذلك.
قال: فاقتدوا بمحمد (ص)..
ولا تقتدوا بأولئك المجرمين الذي امتلأت قلوبهم ظلمة، فراحوا يرمون بها الإسلام.